العلاج بذاكرة الماء
هذه آخر صيحات المعالجة المثلية (يقصد التماثل أو التشابه) أو ما يعرف بال Homeopathy أو الطب التجانسي، والتي مبدأها هو أن “العلاج من جنس الداء” فمادة قد تسبب المرض عند شخص سليم ستسبب كمية صغيرة منها الشفاء عند الشخص المصاب، وقد كانت هذه الفكرة مدعاة سخرية حتى في عصرها عندما أتى بها صامويل هانمان سنة 1796، والعلاج بذاكرة الماء ليس مختلفا كذلك، مجرد نصب حاول صاحبه إلباسه بعناية الطابع العلمي.
صاحب الفكرة هو الكيميائي الفرنسي جاك بنفنيست سنة 1988 وهو من مناصري العلاجات المثلية، وقد قام الكيمائي بما أسماه أبحاث لاكتشاف ما يسمى بذاكرة الماء، فحسبه الماء له القدرة على تذكر جميع الأجسام التي وضعت فيه، وواصل عمله رستم رُوي ليثبت أن للماء خاصية تشفير معلومات المادة التي وضعت فيه وبالتالي فيمكن للماء علاجك من أي مرض لأنه يملك ذاكرة حوله، دون الحاجة للتذكر، تم رفض ادعاء كهذا في جميع الأوساط العلمية تماما، فالذاكرة شيء معقد جدا، لا تستطيع جزيئات الماء البسيطة امتلاكها، ولنفرض جدلا أنها فعلت، فتذكرك للشيء لا يعني قدرتك على صناعته، ناهيك عن فكرة المعالجة المثلية البارزة هنا أن الداء هو نفسه الدواء والمرفوضة تماما كذلك.
إن القول بأن للماء أن يشفيك لأنه احتوى دواء فيما مضى لا يختلف عن القول أن بإمكانك الأكل من طبق فارغ لأنه احتوى الطعام سابقا، العلاج بذاكرة الماء هي صورة نمطية للعلوم الزائفة في أبهى حللها.
إن القول بأن للماء أن يشفيك لأنه احتوى دواء فيما مضى لا يختلف عن القول أن بإمكانك الأكل من طبق فارغ لأنه احتوى الطعام سابقا، العلاج بذاكرة الماء هي صورة نمطية للعلوم الزائفة في أبهى حللها.
0 commentaires