لقاحات الأطفال تسبب التوحد !! هل هذا صحيح ؟

إنتشرت شائعات كثيرة حول تسبب اللقاحات في مرض الأطفال بالتوحد ، حيث إن العلماء لا يعرفون إلى اليوم على وجه الدقة التامة ما يسبب التوحد، لكنهم متأكدون على الأقل أن التطعيم ليس أحد أسبابه.
فاللقاح ضد مرض معين، ليس إلا فيروس المرض نفسه منزوع السمية (غير قادر على التسبب في ضرر) لكنه قادر على خلق استجابة مناعية.جسم الإنسان إن تعرض لفيروس جديد، يستغرق وقت طويلا نسبيا للتعرف عليه وتحديد نوع الاستجابة المناعية اللازمة والبدئ في الدفاع، وفي حالة بعض الفيروسات الخطيرة يكون الوقت المستغرق للاستجابة كافيا للفيروس كي يفعل فعلته فتأتي الاستجابة بعد فوات الأوان، ولكن الجسم بعد الاستجابة لفيروس جديد يحتفظ بذاكرة حوله، حتى تكون الاستجابة فورية في حالة تعرف عليه مرة أخرى. وهنا يأتي دور اللقاح، فهدفه إمداد الجسم بذاكرة حول الفيروسات الخطيرة التي يجب عليه التعامل معها بسرعة، حتى إذا أصابه الفيروس الحقيقي، استجاب له فوريا ولم يضيع الوقت في التعرف عليه مانحا إياه فرصة للتخلص منه قبل أن يضعف.
إنطلاقا من هذا الشرح نستنتج ما ذكرناه سابقا “أن اللقاح ضد مرض معين ليس إلا فيروس المرض نفسه معدلا”، وبالتالي فكل خصائصه هي خصائص المرض، ومدام المرض لا يسبب التوحد بأي شكل، فيستحيل أن يكون اللقاح ضده يسببه.
ويعود سبب هذه الخرافة -إلى جانب الادعاءات والأبحاث الكاذبة التي على رأسها ما قام به أندرو ويكفيلد سنة 1988- إلى أن أغلب لقاحات الأطفال تتركز قبل سن الثانية، وهو نفس السن الذي يظهر فيه أي خلل في النمو كالتوحد مثلا، وعليه إن كان لديك طفل وأنت تفكر في عدم تطعيمه فلا تقلق، إن أقصى عرض يمكن أن يتعرض له طفلك هو انتفاخ واحمرار في مكان الحقنة وقد يصَاحَبُ بحمّى، وفي حالات نادرة جدا تبلغ نسبة 1 من المليون هنالك احتمالية حدوث رد مناعي فوري يمكن معالجته بالأدوية الشائعة ولا خطر عليه إطلاقا، فإن كنت لا زلت تشك بالأمر، إسأل نفسك ما هي الأضرار لو تلقى طفلي اللقاح؟ وما هي الأضرار إن لم يفعل؟ ولك الخيار بعدها.

0 commentaires